"العلوم والتكنولوجيا" تفصل طالبا بتهمة "توزيع منشورات تتعلق بغزة"

اربد- قررت إدارة جامعة العلوم والتكنولوجيا فصل أحد طلابها لمدة عام وتوجيه إنذار مزدوج لآخر بتهمة توزيع "منشورات غير مصرح بها" من قبل إدارة الجامعة، فيما طالبت

الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا" الجامعة بالرجوع عن قرارها "صوناً لسمعتها وحفاظاً على طلبتها وحرصاً على تعزيز العمل الطلابي داخل الجامعة".

وأوضحت "ذبحتونا" في بيان أمس ان إدارة الجامعة فصلت الطالب لؤي عزب

لـ"الاشتباه بتوزيعه ملصقا لدعم الأهل في غزة".

من جهته قال عميد شؤون الطلبة الدكتور حسين اللبون إن الجامعة قامت بإصدار عقوبة الفصل لمدة سنة بحق طالب وتوجيه إنذار مزدوج بحق طالب آخر لقيامهما بـ"توزيع وإلصاق منشورات دون أخذ موافقة مسبقة من العمادة".

غير أن الطالبين لؤي عزب وأسامة الحمد أوضحا بأن قرار الجامعة "لم يبنَ" على أدلة وثبوتات، مؤكدين بأنهما لم يقوما بتوزيع أي منشورات تتعلق بقضية حصار غزة.

وأوضح اللبون أن الجامعة لم تتخذ هذين القرارين بسبب مضمون المنشور المتعلق بغزة، وإنما جاء بسبب قيام الطلبة بإلصاق المنشور على أبواب وزجاج كليات الجامعة.

وقال إن الجامعة تمنع الطلبة القيام بعمليات إلصاق أي منشور، إلا بعد اخذ الموافقة المسبقة من عمادة شؤون الطلبة، مشيرا إلى أن تكاليف إزالة تلك المنشورات وتنظيفها "تكلف الجامعة آلاف الدنانير".

وأضاف أن عقوبة الفصل التي صدرت بحق الطالب جاءت نتيجة "تكرار" العقوبات بحقه، حيث قامت الجامعة بفصل الطالب لمدة فصل دراسي "جراء قيامه بانتحال شخصية طالب آخر وتقديم الامتحان عنه، إضافة إلى أن هناك 5 طلاب قاموا بتقديم شكوى بحقه بخصوص معرض أقيم أخيرا".

وتابع أن هناك لجنتين مؤلفتين من أساتذة أكفاء اشتركتا بالتحقيق من اجل تحقيق العدالة في العقوبة، داعيا الطلبة إلى عدم توزيع أي منشور إلا بعد الموافقة المسبقة.

من جهتهما وصف الطالبان قرار الجامعة بـ"غير العادل" و"المفاجئ"، مؤكدين "وقوع ظلم" عليهما كون الجامعة قامت بتوجيه تهمة "توزيع منشورات" لهما لمجرد وجود منشورات في حقيبة أحدهما.

وانتقدا إحجام الجامعة عن تقديم أدله تثبت توزيعهم لمنشورات، مؤكدين انهما طلبا من اللجنة ذلك الا ان الأخيرة لم تقدم أي أدلة.

وكما اعتبرا ان توقيت اتخاذ العقوبة بحقهما كان "ظالما" حيث انه جاء بعد حوالي شهرين من توجيه التهمة لهما.

وأشار اللبون الى أن العمادة قامت أخيرا بإعداد برنامج لامنهجي (مسيرات، محاضرات، معارض) يتعلق بالجالية الفلسطينية، إضافة إلى الاحتفال بمناسبة مرور 60 عاما على نكبة فلسطين.

بدورها طالبت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، جامعة العلوم والتكنولوجيا بالتراجع عن قرارها.

وقالت الحملة في بيان أمس انها ستخاطب لجنتي الحريات والتعليم النيابيتين والمركز الوطني لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان ولجنة الحريات النقابية ووزارة التعليم العالي، "لمطالبتهم بأخذ دورهم في الوقوف إلى جانب الطالب الذي فصل بشكل خاص فضلاً عن رفض كافة أنظمة التأديب بشكل عام وعلى رأسها نظام التأديب العام الذي أقره مجلس التعليم العالي مؤخراً".

وأضافت ان إدارة الجامعة تحقق الآن مع ثلاثة طلاب آخرين، حيث "سيتم إصدار عقوبات بحقهم خلال اليومين المقبلين على خلفية قيامهم باعتصام تضامناً مع الشعب العربي الفلسطيني في غزة".

واعتبرت ان قرار الفصل "الأكثر قسوة في جامعة علمية كجامعة العلوم والتكنولوجيا"، مشددة على ان هذا القرار يأتي على نقيض تام مع ما صرح به جلالة الملك عبدالله الثاني أخيراً في جامعة اليرموك حين أكد على حق الطلبة في العمل السياسي داخل الجامعات.

وتابعت ان "اتخاذ عقوبة بهذه القسوة على خلفية التضامن مع غزة يشير إلى دلالات سياسية تتناقض تماماً مع الحس القومي لدى الأردنيين بكافة أطيافهم حكومة ومعارضة"، مؤكدة رفضها لهذا القرار الذي وصفته "بالعرفي والظالم".

واستنكرت "استخدام العقوبات المالية كوسيلة لقمع الطلبة"، موضحة ان حرمان الطالب من الفصل الحالي "يعني خسارته لكامل قسط هذا الفصل إضافة لتغريمه مبلغ مائة دينار وتأخير تخرجه عاماً كاملاً وهو ما يحمّل أهله أعباءً مالية كبيرة خاصة مع ما يمر به المواطنون من أزمة اقتصادية خانقة ناتجة عن تحرير أسعار المحروقات".

كما اعتبرت العقوبة "رسالة تهديد ووعيد لكل من تسوّل له نفسه التفكير -مجرد التفكير-القيام أو المشاركة أو حتى تأييد العمل الطلابي داخل الجامعات